معبر التايهة أداة ضغط وممر سياسي بين الإدارة الذاتية والنظام السوري
شاحنات تصطف قرب معبر “التايهة” الواصل بين مناطق سيطرة النظام بمحافظة حلب ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) غربي منبج- 2023 (هاوار)
علق مدير مركز رامان للبحوث والاستشارات لموقع عنب بلدي، على افتتاح معبر “التايهة” الواصل مناطق سيطرت النظام في محافظة حلب ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) غربي منبج:
أداة ضغط وممر سياسي
بدر ملا رشيد لعنب بلدي: إن المعابر تعتبر أحد أهم أدوات ممارسة الضغط المتبادل بين “الإدارة الذاتية” المظلة السياسية لـ”قسد” من جهة والنظام السوري من جهة أخرى.
وذكر أنه كلما حدثت توترات سياسية وأمنية بين الطرفين، سارع أحدهما إما إلى حصار مناطق تابعة للطرف الآخر وتقع ضمن حدود سيطرته مثل حي الشيخ مقصود في حلب حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، والمربع الأمني في الحسكة أو القامشلي حيث يسيطر النظام، أو يقومان بإغلاق المعابر المشتركة كل من جهته، وحسب الأهمية الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة للطرف الآخر.
وفيما يخص معبر ” التايهة” أوضح ملا رشيد أنه رغم إمكانية استفادة النظام من افتتاحه قبل الآن اقتصاديًا واجتماعيًا، إلا إن إغلاقه يسبب ضغطًا أكبر على “الإدارة الذاتية”، بالأخص أنه يزيد أعباء السفر لدى السكان العرب بنسبة أكبر من منبج وريفها وريف مدينة كوباني/ عين العرب.
وفي بعض الأحيان تؤثر خلافات شبكات المنافع ضمن النظام بحدوث صراعات بين أفرعه الامنية وقواته العسكرية وميليشياته، والتي من شأنها أن تؤدي لهكذا سياسات، وفق الباحث.
ويملك النظام مساحات جغرافية ضئيلة داخل المساحات التي تسيطر عليها “قسد” بمحافظة الحسكة، ولدى “قسد” مساحات مشابهة في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب، إذ تسيطر الأخيرة على حيي الشيخ مقصود والأشرفية على أطراف المدينة الشمالية.
ويتبادل الجانبان التضييق والرقابة على هذه المناطق، إذ يضيق النظام بين الحين والآخر الخناق على الأحياء الكردية في حلب، وتبادله “قسد” التحركات نفسها فيما يتعلق بالمربعات الأمنية في الحسكة.
واعتبر ملا رشيد أن أسباب افتتاح المعبر تتمثل بالضغط على النظام ضمن الحسكة بعد المواجهات مؤخرًا بين قوات النظام السوري وقوات “الدفاع الوطني” الرديف لها، بالإضافة إلى رغبة النظام بتسهيل مرور الأهالي إلى مناطقه وهو ما يعني إدخالهم العملة الصعبة نتيجة توفرها في مناطق “الإدارة” أكثر.
وبحسب الباحث، يرغب النظام بمحاولة التقليل من المطالبات الأهلية التي لا تكلفه سياسيًا، في ظل الأزمة التي يعيشها بتعثر مسار التطبيع العربي، واستمرار المظاهرات المعارضة له في السويداء، كما أن محاولات “هيئة تحرير الشام” العاملة في إدلب، للسيطرة على المعابر مع “قسد” في مناطق شمالي حلب، يمكن أن تكون عاملًا يدفع النظام لزيادة مستوى اعتماد شرق الفرات عليه (لتأمين مواد طبية وأغذية)، وتخفيف ذات العلاقة سواء الموجودة حاليًا أو المتوقعة مستقبلًا.
رابط التقرير على موقع عنب بلدي:
https://www.enabbaladi.net/archives/663844