بايدن يحذّر؛ “العراق وسوريا يشكلان خطراً أكبر على أمريكا من أفغانستان” داعش تستولي على ميراث القاعدة
ملخص تنفيذي
- أدى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لمدة قاربت 13 عاماً بمختلف تسمياته، لإحداث تغييرٍ في كيفية معالجة الولايات المتحدة وحلفائها للتهديد الأمني والعسكري الذي يمثله التنظيم الجديد.
- مثل احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق والقضاء على الهياكل النمطية الحاكمة في البلدين فرصة لانتشار قادة الفكر الجهادي من أفغانستان إلى عدة دول.
- ظهرت في العراق حالة الاستفادة المتبادلة/التحالف بين التنظيمات الجهادية، وبقايا نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
- استغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني والعسكري الحاصل في العراق إلى جانب استغلال حالة المظلومية السنية والتي بدأت تتشكل في المدن السنية نتيجةً لسياسات قادة التنظيمات الشيعية بالإضافة لتحريض أنصار النظام السابق للمجتمعات المحلية.
- نقف اليوم على حقيقة وجود تنظيم “داعش” في العراق، وسوريا واليمن، وانتشاره في دول أفريقية، وداعش على خلاف تنظيم القاعدة الذي خطط ونفذ عمليات عابرة للحدود، إلا أن الرابط التنظيمي كان قوياً ضمن خلايا القاعدة المنتشرة في دول العالم.
- سيطر تنظيم “داعش” على موارد مالية هائلة مكنته من تقديم أموالٍ ضخمة للقادمين لمناطقه، كما أنه وعبر “جريمته ضد الإنسانية في جبل شنكال” منح فرصة غنية لمن يرى في السبي أحد الأخلاقيات الرئيسة للجهاد.
- أدى التدخل الأمريكي في سوريا إلى توتر العلاقة بين واشنطن وأنقرة بشكلٍ كبير، نتيجة الدعم المقدم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية.
- هناك أقاويل حول وجود ثروات تقدر بـ3 تريليون دولار في أفغانستان، وهو رقم صغير مقارنة بالعلاقة الاقتصادية الأمريكية مع دول أخرى.
- روسيا كانت مدركة بأن وجود واشنطن في أفغانستان هو عامل استقرار بالنسبة لها أكثر من أن يكون عاملاً مهدداً لمصالحها.
- تضمنت التقارير المسربة مزاعم بأن إيران منحت في عام 2005، ثمانيةً من قادة طالبان ما يربو على ألف وسبعمائة دولار أميركي على شكل هبة عن كل جندي أفغاني يُقتل، ونحو ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار عن كل مسؤول أفغاني يلقى المصير نفسه.
مقدمة
استيلاء داعش على ميراث القاعدة ونشره عالمياً
مثّل احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق والقضاء على الهياكل النمطية الحاكمة في البلدين فرصة لانتشار قادة الفكر الجهادي من أفغانستان في دول عدة، وكان منها العراق، إذ ظهرت حالة الاستفادة المتبادلة/التحالف بين التنظيمات الجهادية، وبقايا نظام الرئيس العراقي البعثي صدام حسين. استغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني والعسكري الحاصل في العراق إلى جانب استغلال حالة المظلومية السنية والتي بدأت تتشكل في المدن السنية نتيجةً لسياسات قادة التنظيمات الشيعية، بالإضافة لتحريض أنصار النظام السابق للمجتمعات المحلية، وكانت النتيجة بروز شخصية الزرقاوي الذي تمكّن خلال مدة قصيرة من جعل تنظيمه العسكري “جماعة التوحيد والجهاد” ممثل القاعدة في العراق عام 2004، عبر بيان البيعة لأسامة بن لادن والذي ذكر فيه: “نَزُفُّ إليها نَبَأَ بيعةِ جماعة التوحيد والجهاد أميراً وجنوداً لشيخ المجاهدين أسامة بن لادن، على السمعِ والطاعةِ في المَنْشَطِ والمَكْرَهِ للجهاد في سبيل الله، حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدين كله لله([1])“.
رغم أن حياة الزرقاوي لم تدم بعد هذه البيعة إلا عامين، فقد قتل في عام 2006، لكنهما كانا كافيين لإحداث تغيير في مذهب التنظيمات الجهادية في المنطقة على مستويات عدة، منها: التغول في التطرف والقتل لدرجة تسمية الزرقاوي بـ”أمير الذباحين([2])”، والآخر تمثّل في تغيير بنك أهداف تنظيم قاعدة الزرقاوي من التركيز على استهداف الولايات المتحدة الأمريكية وبعض مصالح الدول الحليفة معها في المنطقة (الجهاد العالمي والعدو البعيد ([3]))، إلى جعل الشيعة في العراق أولوية “الجهاد” وعمليات التنظيم، “عبر خوض حرب طبائع هوياتية بمعنى أن يضع مشكلة الهوية النقية لأهل السنة كممثل لأهل السنة، في مواجهة الهويات والفرق الأخرى وفي مقدمتها الشيعة([4])”. وهو ما أدى لحدوث خلافاتٍ بين تنظيم الدولة وبين تنظيم القاعدة حول هذا التوجه بالذات([5]). رغم هذه الخلافات بين التنظيم، إلا أن القاعدة في العراق لم تتمكن من الاستغناء عن مظلة القاعدة العالمية وشرعية زعيمها أسامة بن لادن حتى العام 2013، حين أعلن التنظيم تحوله إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وأعلن ضم جبهة النصرة في سوريا، وهو ما رفضته الجبهة وأميرها محمد الجولاني، وهنا ظهر ازدياد الشقاق بين مساري داعش والقاعدة عندما أيد زعيم القاعدة العالمية أيمن الظواهري النصرة في رفضها الانضمام لتنظيم الدولة، وأدى لحدوث مواجهة بين الجانبين، وكانت خطوات الزرقاوي هي التي رسمت خريطة الوصول لإعلان “دولة الخلافة” فتنظيم الدولة رأى بأنه وصل بالجهاد إلى غايته بتكوين دولة الخلافة التي تسعى القاعدة وفروعها إلى الوصول إليها، وسنحت فرصة انفصال البغدادي عن تنظيم القاعدة نتيجة عدة محفزات، منها الضعف الذي أصاب القاعدة في معقلها بأفغانستان، وثورات الربيع العربي التي مكنت التنظيمات الجهادية المحلية من جذب الآلاف من الشباب المحليين، بالإضافة لتمكنها من السيطرة على موارد مالية ضخمة سواءً من التبرعات المباشرة أو من استيلائها على موارد اقتصادية في البلدان العربية التي شهدت ثورات ضد الأنظمة الحاكمة.
نقف اليوم على حقيقة وجود تنظيم “داعش” في العراق وسوريا واليمن، وانتشاره في دول أفريقية، وعلى خلاف تنظيم القاعدة الذي ارتكب عمليات إرهابية عابرة للحدود، إلا إن الرابط التنظيمي كان قوياً ضمن خلايا القاعدة المنتشرة في دول العالم، وكان هناك بنك للأهداف يتم الالتزام به وفق رؤية التنظيم المركزية. أما تنظيم داعش فيقوم بعمليات تعتمد على حرب عصابات مشتتة في عدة مناطق نائية من دول في العالم، والاستفادة من أي شخصٍ يتم تجنيده لتنفيذ عملياتٍ منفردة في البلدان الأوروبية، وبشكلٍ خاص ضد التجمعات المدنية، جاعلاً منها أهدافاً مباشرة بشكلٍ عشوائي يهدف للترهيب فقط. كما يمكن أيضاً أن نرى التغيير الحاصل في التحالف بين القاعدة وطالبان، فالقاعدة انتهت بالصيغة التي نعرفها مع مقتل أسامة بن لادن، كما أن انفصال النصرة عن التنظيم وانخراطها في محاولة خلق “نموذج محلي” للتنظيمات الجهادية في سوريا فتح الباب أمام مرحلة جديدة من حياة القاعدة، من حيث تغيير أدبياتها العابرة للحدود والالتزام بالحدود الوطنية للدول التي تتواجد فيها.
كما كان لانفصال “تنظيم الدولة” عن القاعدة، وإعلانه “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، تأثيراً مباشراً على طبيعة تنظيم القاعدة، فتنظيم “داعش” نشط بشكل مباشر ومنافس ضمن حواضنها الشعبية، وفي هذا المنوال وعلى عكس الحالة في تنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية المشابهة لها، استطاعت داعش أن تستقطب مسلمين مدنيين من مختلف بقاع العالم من الحالمين بالعيش في كنف “النصوص الدينية بحرفيتها”، من شباب ورجال ونساء وحتى كبار متقدمين في العمر، وهو استقطاب يخالف الحالة التي كان يعمل وينشط بها تنظيم القاعدة، فمعظم المسلمين المدنيين المتعاطفين مع القاعدة كانوا ملتزمين بالعيش في أوطانهم، بينما نخبة المنظرين الجهاديين وعوائلهم، بالإضافة لنسبة من الشباب تفضل “الهجرة لمناطق القاعدة”، وكانت هذه النسب في الكثير من الأحيان مرتبطة بحالة الحرب والمعارك المباشرة بين القاعدة ودولةٍ من الدول، مثل الحالة الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي، أو الشيشان ضد روسيا، أو العراق ضد الناتو (بالأخص مرحلة سيطرة القاعدة على الفلوجة والأنبار)، وفيما يخص هذه النقطة يذكر “سيف العدل المسؤول الأمني في جيش قاعدة الإسلام العالمي في تأريخه لسيرة أبو مصعب الزرقاوي” ضعف تواجدهم في فلسطين والأردن حتى بدايات العام 2000، قائلاً: “المعلومات التي كانت لدينا تقول، إنه لا يوجد للقاعدة أو لفكرها في فلسطين والأردن أنصار كثر، وكانت الخطة المتفق عليها بين الأخوة تعطي أهمية للتواجد والانتشار في الأردن وفلسطين([6])“.
وإذا ما أسقطنا تصريح بايدن على أفغانستان تحت حكم طالبان الجديد فسنرى بأنه من الصعوبة أن تتحول كابل لجنة نعيم لهذه الطبقة من المجتمعات المسلمة، فتنظيم “داعش” سيطر على موارد مالية هائلة مكنته من تقديم أموالٍ ضخمة للقادمين لمناطقه، كما أنه وعبر “جريمته ضد الإنسانية في جبل شنكال” منح فرصة غنية لمن يرى في السبي أحد الأخلاقيات الرئيسة للجهاد ليقوم بتطبيق نظام الجواري على مجتمعٍ مفتقر للحماية (اليزيدون)، وهي عوامل تغيب في أفغانستان، فطالبان ليست في وضعٍ اقتصادي يسمح لها باستقطاب عشرات الآلاف من الجهاديين من حول العالم، كما أن مفهوم الاستهداف الشامل لم يكن من عقيدة طالبان منذ نشأتها، بالإضافة لانعدام فرص قيام العناصر الجهادية بسبي النساء وبيعهن في أسواقٍ في أفغانستان، كما حدث في الموصل والحويجة والرقة ودير الزور.
يمثل انتهاء سيطرة الدولة الإسلامية على مناطق حضرية في سوريا والعراق خطراً من نوع آخر، متمثلاً باتساع بنك الأهداف الممكن تحقيقها على مساحاتٍ أوسع يصعب حصرها وتأمينها، مع تحول “داعش” أيضاً لنموذج لا مركزي في الخلافة المعلنة. إلا أن تجربة داعش بحد ذاتها توجه خطراً هاماً للمنظومات الدولية، التي كانت تتخوف منه دوماً والمتمثل بنجاح تنظيم جهادي عابر للحدود بإقامة دولة وكيان سياسي شبه متكامل الأركان، وينقصه فقط الاعتراف الدولي، وهو ما لم يتحقق لأي تنظيم جهادي سابقاً، ويحمل هذا الجانب أهمية قصوى في ظل انهيار دول هامة في المنطقة مثل العراق وسوريا، الأمر الذي يمكن أن تتخذه التنظيمات الجهادية المتطرفة كمدخلٍ لمدة طويلة لإعادة المحاولة في إنشاء دولة تعتمد عقيدة الجهاد في بنائها، بناءً على تمكنها من استغلال موارد الدول الوطنية بسرعة فائقة لتحويلها لموارد ذاتية، إلى جانب استفادتها من كافة أدوات التطور التقني في عالم المعلومات، وهو ما كان صعباً وغائباً لدى التنظيمات الجهادية في القرن الماضي. تتراكم هذه العوامل كافة، المتعلقة بالتغير الحاصل في طبيعة التنظيمات الجهادية العابرة للحدود في ظل تخفيضٍ أمريكي لمستوى التدخل المباشر في الشرق الأوسط، بالأخص فيما يتعلق بعلاقات واشنطن التحالفية مع القوى الإقليمية التي كانت إلى جانب واشنطن خلال الحرب الباردة كلها، وهو ما دفع بمسؤولين أمريكيين عدة للدخول في محاولة التأكيد للدول الشرقية بأن واشنطن لم تتخلَ عن تحالفاتها، وأنها ستستمر في دعمهم بوجه التهديدات المختلفة، وتمثلت آخرها بزيارة الرئيس الأمريكي للملكة العربية السعودية، إلا أن الاجتماعات والأجواء التي سادت خلال الزيارة لم تشر إلى عودة العلاقات لمستوى الدفء السابق.
من منطلق تضرر التحالفات: “الحالة التركية”
لقد أدى التدخل الأمريكي في سوريا إلى توتر علاقة واشنطن مع أنقرة بشكلٍ كبير، نتيجة الدعم المقدم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية، وفي هذا الصدد وضعت تركيا دوماً شرط تخلي واشنطن عن قوات سوريا الديمقراطية على طاولة المفاوضات معها، وهو ما لم يتم بالمستوى الذي ترغب به تركيا منذ العام 2015، وأدى لتصاعد الخلاف بين الطرفين، بالنتيجة التي شهدناها من قيام تركيا بإدارة معادلات أمنية وعسكرية وحتى اقتصادية مع روسيا وإيران، وبالتالي كان لهذه المعادلات الجديدة ضروراتها الخاصة، مثل توجه تركيا لشراء صواريخ اس 400، أو القيام بعمليات عسكرية واسعة ضد “قسد” بناء على توافقات ثنائية أو ثلاثية مع (واشنطن/ روسيا/ إيران)، ولم تكن هذه الاتفاقيات الأمنية ناتجة عن مسببات ودية بين الأطراف المذكورة، وبالأخص واشنطن وأنقرة، بل ناتجة عن توتر هام في بنية العلاقة التاريخية بين الحليفين، وكان لهذا التوتر تأثير سلبي في علاقة الجانبين إلى أن وصلت لمرحلة تجنب عقد لقاءات ثنائية بين رئاسة البلدين، وبالأخص من جهة واشنطن في عهد بايدن الجديد، كما أن تركيا تعرضت لعقوباتٍ مؤقتة لمرات عدة، وهي الآن في طرحها لاحتمال شراء مجموعة جديدة من صواريخ اس 400، تعرض نفسها لمعايير أقوى من العقوبات من جهة الولايات المتحدة بناءً على قانون “كاتسا”، وهو قانون مكافحة خصوم أمريكا عن طريق العقوبات، وتعرضت تركيا له أول مرة في كانون الأول عام 2020. بالإضافة الى ملفات أخرى عديدة أثرت بشكلٍ سلبي جداً على علاقة الحليفين، ونحن هنا نتحدث عن علاقة يزيد عمرها عن أكثر من 8 عقود.
من منطلق المصالح الأمريكية الاقتصادية
لا شك بأن أمريكا كانت تستطيع الاستفادة من بقائها في أفغانستان للقيام بعمليات استثمار اقتصادية، إلا أن سبب توجهها نحو الشرق الأوسط يكمن في الخطورة التي تواجه حلفاء وعلاقات واشنطن في الشرق الأوسط، وهي دول لها علاقات ومصالح اقتصادية ثابتة مع أمريكا، وتقوم بعمليات شراء كبيرة لمعظم البضائع الأمريكية، فمثلاً هناك وجود لثروات تقدر ب 3 تريليون دولار في أفغانستان([7])، وهو رقم صغير مقارنة بالعلاقة الاقتصادية السعودية الأمريكية، فصفقة السلاح التي وقعها “ترامب مع السعودية” لوحدها بالإضافة للاستثمارات الأخرى التي رافقتها قاربت واحد ترليون دولار، هذا إلى جانب المشاركة السعودية السخية في السندات الأمريكية التي تقارب 230 مليار دولار، وعندما نقوم بحساب الكتلة المالية والمصالح الاقتصادية التي تربط دول الخليج وبقية حلفاء أمريكا في المنطقة، ونقارنها بمبلغ الـ3 ترليون دولار المقدر للثروات الموجودة في أفغانستان، يتحول رقم 3 ترليون دولار لرقم منخفض أمام استثمارات أمريكا الثابتة في المنطقة، طبعاً يجب الانتباه أيضاً إلى أن أية عملية استثمار حقيقية في أفغانستان كانت تستوجب استقراراً أمنياً كبيراً فيها، فرغم توقف المعارك القوية ضد طالبان في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الأمر كان نتيجة دخول الطرفين فعلياً في عمليات تفاوض حول انسحاب أمريكا منذ عدة سنوات. لذا لا يمكن اعتبار الحالة التي سبقت انسحاب أمريكا من أفغانستان حالة استقرارٍ أمني وعسكري حقيقي. كما أن حركة طالبان كتنظيم لم تكن متخذة لقرار المواجهة الشاملة مع أمريكا منذ دخول الأخيرة لأفغانستان، بل فضلت الانسحاب من المدن مقابل إدارة حرب عصابات واستنزاف ضد القوات الأمريكية وقوات الناتو، وكان هناك احتمال كبير لعودة قوية لطالبان للاشتباكات في حال انهيار المفاوضات مع واشنطن، وهنا تبرز أهمية تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن من زاوية اقتصادية حول خطورة الوضع في العراق وسوريا على أمريكا أكثر من أفغانستان.
من منطلق التوازن مع روسيا والصين
رغم أن أفغانستان كانت تمثل من ناحية إحياءً للهزيمة السوفييتية أثناء الحرب الباردة، لكن ضد الولايات المتحدة هذه المرة، إلا أن روسيا كانت مدركة بأن وجود واشنطن في أفغانستان هو عامل استقرار بالنسبة لها أكثر من أن يكون عاملاً مهدداً لمصالحها، فالولايات المتحدة استطاعت ضبط الوضع الأمني والعسكري في دولة كانت قد تحولت لجنة للجهاديين الدوليين، وهم كتلة تتخوف روسيا من تواجدهم على حدودها منذ حروبها في أفغانستان في الثمانينات، وضد الشعب الشيشاني في الشيشان نهاية القرن الماضي، كما أن روسيا كانت مدركة بأن تواجد واشنطن في أفغانستان هو تواجد غير أصيل ويفتقر لأدوات الاستقرار الممكنة، من حكومة حقيقية على الأرض وجيشٍ مدرب ومؤمن بالعقيدة الوطنية، وشعب متسامح مع التواجد الأمريكي/ الأجنبي في بلاده، وهو ما ظهر من انهيار كامل للحكومة والجيش الأفغاني في مواجهة طالبان بمجرد انسحاب واشنطن من البلاد، كما أن حلفاء واشنطن المحيطين بأفغانستان كان لكل منهم حساباته الخاصة سواءً بدعم طالبان، أو جعلها نقطة لإضعاف الطرف المقابل مثل الهند وباكستان، اللتين تتمتعان بعلاقة قوية مع واشنطن إلا أنها ( كلٌ على حدة) أيضاً تعاني من أزمات تتعلق بالتطور الهندي التقني وحجم كتلتها البشرية وحاجة واشنطن لها لمواجهة الصين في شرق آسيا، إلى جانب غياب المؤسساتية المركزية في باكستان، مع استمرار ضعف الدولة في المناطق الحدودية وبالأخص في الحدود مع أفغانستان، في ضوء خلافات تاريخية بين الهند وباكستان حول كشمير، وحول الكتلة الإسلامية المتواجدة في الهند والتي تعاني من ممارسات عنصرية ضدها.
مثلت سيطرة طالبان على أفغانستان محركاً جديداً للسياسة الصينية في آسيا الوسطى، نظراً لرغبة الصين في الاستفادة من الجغرافية الأفغانية لمد شبكة طرقها ضمن طريق الحرير، فرغم أن الصين وأفغانستان تتشاركان حدوداً قصيرة تصل لـ76 كيلومترًا، إلا أن أفغانستان تستحوذ على مدينتين هامتين بتموضعهما على طريق المبادرة التي كانت تسمى قديماً طريق الحرير، وهما كابل، وننغرهار (وهي موقع أثري هام للحضارة البوذية). وتعتبر أفغانستان دولة مهمة في مبادرة الصين؛ إذ تعد الطريق الأقصر ما بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وما بين الصين والشرق الأوسط. وفي السنوات الأخيرة بدأ النفوذ الاقتصادي الصيني يرتفع في أفغانستان بشكل ملحوظ، ففي عام 2007، حصلت بكين على امتياز استغلال منجم النحاس العملاق في آيناك (ثاني أكبر مكمن نحاس في العالم) قرب العاصمة الأفغانية، مقابل 3 مليار دولار، كما وقعت بكين وكابل مذكرة تفاهم عام 2016، تعهدت من خلالها بكين بتمويل البلاد بـ100 مليون دولار على الأقل. وفي أيلول 2016، تم إطلاق قطار شحن مباشر من الصين إلى بلدة حيراتان الحدودية الأفغانية، كما أنشئ ممر جوي يربط بين كابل ومدينة أورومتشي الصينية([8])“. لذا يعتبر الحفاظ على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان من أهم أولويات بكين لأنها تسعى لتأمين حدودها واستثماراتها في البنى التحتية الاستراتيجية في باكستان المجاورة، حيث الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني. وفي هذا الاتجاه ونتيجة لرغبة حركة طالبان بالاستفادة من استمرار استثمارات الصين قامت بتأكيد توجهها لتبديد كل مخاوف بكين، خلال اجتماع حدث في كابل مع وزير الخارجية الصيني “وانغ يي” في أول زيارة له لأفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة([9]). وترغب الصين في توجهها بالحفاظ على علاقة مسالمة مع طالبان في تحقيق أهداف عدة، منها: الحفاظ على استمرار مصالحها الاقتصادية، والاستفادة من موقع أفغانستان في الصراع مع أميركا([10])، وموازنة النفوذ الهندي في المنطقة، إلى جانب وجود توجس لدى الصين من أن تتحول أفغانستان لمركزٍ للتنظيمات الإسلامية الجهادية، وهو ما من شأنه إمكانية قيامها بعمليات عسكرية ضمن الصين، وبالأخص فيما يتعلق بالسياسة الصينية اتجاه أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية([11])).
إيران حليف عبر التهديد
شكلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 أساس العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسرعان ما كانت إيران منخرطة في حربٍ مدمرة مع العراق، وهي الحرب التي لم يحقق الطرفان فيها انتصارات هائلة، بل استمرت بشكلٍ أدى لتدمير جزء مهم من القوة العسكرية والبنية التحتية للجانبين، هذا التوازن في الدمار يعيده البعض لسياسة إسرائيل وحتى الولايات المتحدة الأمريكية في الإبقاء على الطرفين في مستويات متقاربة من القوة العسكرية الهجومية.
اختلفت الوقائع على الأرض منذ منتصف التسعينات مع توسع إيران في لبنان عبر حزب الله وبعد الحرب الأمريكية على العراق العام 2003، شهدت قوة إيران قفزة جديدة لتتحول لقوة عسكرية إقليمية رئيسة، في ظل سيطرتها على العراق بشكلٍ تدريجي، وهو ما تم تتويجه في 2010، مع إقدام الإدارة الأمريكية الديمقراطية على الانسحاب من العراق، ولاحقاً زادت القوة الإيرانية الاستراتيجية أضعافاً من خلال الاتفاق النووي الإيراني 5+1، وهو ما مكنها من الوصول لمبالغ مالية ضخمة، بالإضافة لفتح باب انتشارها أكثر في الدول المجاورة، كما أن اتفاق 5+1 شكَّل ضربة قوية للتدخل السعودي عسكرياً في اليمن، فقد جاءت الاتفاقية في الشهر ذاته (آذار، أيار 2015)، أي مع بدء تدخل “التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية” تحت مسمى (عملية عاصفة الحزم)، ضد هجوم الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين في 25 آذار 2015، على العاصمة المؤقتة عدن. هذه الخلافات الأمريكية الإيرانية سواءً المباشرة منها أم عبر الحلفاء، كانت تصب دوماً في صالح تقوية إيران في المنطقة. وكان آخرها سحب الولايات المتحدة دعمها لجبهة درعا أو الجبهة الجنوبية في سوريا عام 2018، إذ استطاعت إيران أن تسيطر إلى جانب روسيا على أهم مواقع المعارضة في حدود العاصمة السورية وصولاً للحدود السورية الإسرائيلية.
زاد النفوذ الإيراني المتعاظم في المنطقة منذ ما يقارب 4 عقود، والذي ساعدت الولايات المتحدة فيه بشكلٍ أو بآخر. تحول هذا النفوذ في العقد الماضي لمهدد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة من أفغانستان حتى البحر المتوسط، عبر التدخلات الإيرانية المباشرة في سوريا، وسيطرة مباشرة على القرار العراقي واللبناني، ودعمٍ كامل للميليشيات الحوثية، وتهديدٍ لتوازنات القوى في إقليم كُردستان العراق، وتدخلٍ في الشؤون البحرينية، وحتى تغييرٍ في طبيعة العلاقة مع طالبان نفسها، حيث استقبلت إيران العديد من قادة القاعدة في إيران، وفي العام 2010، كانت وثائق عسكرية أمريكية سرية سرَّبها موقع ويكيليكس الإلكتروني لثلاث صحف أميركية وبريطانية وألمانية تشير لهذا الواقع، وحولها قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية – طبقاً للمستندات التي كُشف النقاب عنها- إن طهران قدمت عطايا مالية سخية لقادة المقاومة عن كل جندي يُقتل في أفغانستان. وتضمنت التقارير المسربة مزاعم بأن إيران منحت في عام 2005، ثمانية من قادة طالبان ما يربو على ألف وسبعمائة دولار أميركي في شكل هبة عن كل جندي أفغاني يُقتل، ونحو ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار عن كل مسؤول أفغاني يلقى المصير نفسه ([12]). كما أشارت تقارير إلى تعاونٍ بين طالبان وإيران في العام 2015، بتنظيمٍ من رئيس الحرس الثوري الأسبق قاسم سليماني بهدف منع “عناصر داعش” من المتواجدين في أفغانستان بالاقتراب من الحدود الإيرانية ([13]).
وفي حين لا يمكن الحكم على مدى تطور العلاقة الإيرانية مع حركة طالبان فيما يخص أفغانستان، إلا أن إيران ستستخدم أية أداة تمكّنها من تقليص الاستقرار في المنطقة، ومنها زيادة تجنيد العناصر الشيعية الأفغانية في دول مثل سوريا والعراق، مقابل ألا يسبب الشيعة الأفغان أية مشاكل حقيقية لحكومة طالبان، ومقابل أن تزيد من أدواتها في مواجهة أية ضغوط أمريكية عليها في المستقبل، وهي بدرجة ما وصلت لمرحلة تشكيل تهديد على كافة المناطق الجغرافية التي تحمل أهمية استراتيجية لدى الولايات المتحدة.
يتجاوز التهديد الإيراني إلى جانب تهديد النظام السوري لمصالح الدول الإقليمية والولايات المتحدة، إلى جانب المجتمعات المحلية واقع استخدام الطرفين للتنظيمات الشيعية العابرة للحدود، فالنظام السوري والذي يهمين الجانب الإيراني على جزء مهم من قراره([14])، كان أكثر طرفٍ استخدم الجماعات السلفية إبان الحرب الأمريكية على العراق وفتح لها معسكرات للتدريب، كما قام النظام ومن بداية الثورة في سوريا بإطلاق سراح قادة السلفية الجهادية السوريين وغيرهم من سجونه، وهو ما ساعد هذا التيار ليعيد تشكيل نفسه بطابعٍ عسكري، وانخرطوا بالثورة السورية وقضوا على الفصائل المعارضة التي كانت تتمتع ببعض صفات المشروع الوطني أو المعتدل، وحدث السيناريو المشابه في العراق مع قيام نظام المالكي بتقوية القبضة الأمنية على المدن السنية على حساب إفلات القبضة عن التنظيمات الجهادية، إلى جانب إضعاف الجيش العراقي وقوات البيشمركة وهو ما أدى لسيطرة تنظيم داعش على الموصل ونصف مساحة العراق، وظهور الحشد الشعبي وتقويته أكثر من مؤسسات الدولة الرسمية وعبر هذه الخطوات قامت أنظمة الحكم في البلدين بتصوير نفسيهما على أنهما أنظمة تقوم بمحاربة الجماعات المتطرفة التي تهدد أمن دول الجوار وأمن العالم.
وصدرت تقارير عدة تشير إلى وجود تواطئ بين هذه الأنظمة وظهور التطرف في سوريا والعراق، فقد ذكر تقرير لوكالة الأناضول بالفارسية: “منعت حكومة (رئيس الوزراء العراقي السابق) نوري المالكي الموالية لإيران 30 ألف عنصر من الجيش العراقي في الموصل من محاربة داعش، وسهّلت استيلاء التنظيم على 20 مليار دولار من الأسلحة، وخزائن البنوك، ومليارات الدولارات نقداً، واحتل داعش نحو نصف العراق في غضون أيام دون أن تزعجه القوات الجوية العراقية”. كما غادر أعضاء تنظيم القاعدة من مختلف أنحاء العالم إلى العراق بعد الغزو الأميركي. ووفقاً لبعض النشطاء الدينيين في النجف، فإن الجماعات الدينية والمتشددة التابعة لإيران لم تعارض القاعدة في العراق، بل زودتها بالدعم المالي والأسلحة. ونُقل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق والأب الروحي لداعش مرتين إلى إيران لتلقي العلاج. وبعد أشهر قليلة من الثورة السورية([15]) أطلق نظام الأسد والمالكي آلافاً من أعضاء القاعدة السابقين من السجون، مثل صيدنايا وأبو غريب والتاجير. وعلى الجبهة السورية هناك العديد من المؤشرات والأدلة على هذا التعاون ومنها ما “أصدره الاتحاد الأوروبي من لائحة عقوبات تضمنت لأول مرة اسم شخص يدعى جورج حسواني في مارس/آذار من العام 2015، وقد تم تعريفه حينها على أنه الرجل الوسيط بين داعش ونظام الأسد، وهو مسيحي سوري يحمل الجنسية الروسية، ويمتلك شركة مقاولات([16])“. يتخطى ملف التهديد بالتنظيمات المتطرفة حدود سوريا والعراق، فهناك استخدام إيراني كبير للشيعة الأفغان في حروبها المتعددة، إلى جانب استخدام إيران لهجمات تنظيم داعش ضد مزارات ومساجد الشيعة في إيران كبوابة للدخول للسياسة الأفغانية والتأثير فيها، وكان لإيران علاقة قديمة مع التحالف الشمالي، وأيضاً مع عموم شيعة الهزارة بما يمثلون من ورقة قوية لها، كما أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاني، أكد في جلسة سرية للبرلمان، 7 أيلول 2021، على أن “الشيعة الأفغان مهمون جدًا أيضًا لإيران، وطهران لديها سيطرة كاملة على شؤون أفغانستان”، وفقاً لما نقله موقع “راديو فرادا” الإيراني([17]).
ختاماً
كررت مديرة وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية “أفريل هاينز” الموقف المتعلق بموقع أفغانستان ضمن مهددات الأمن الأمريكي، وأنها لم تعد على قمة اهتمامات بلادها بالنسبة للتهديدات الإرهابية الدولية، فرغم التخوفات الأمريكية والغربية من عودة تنظيم الدولة والقاعدة إلى أفغانستان بعد الانسحاب، إلا أن “التهديدات الإرهابية” من الصومال واليمن وسوريا والعراق، وتحديداً تنظيم الدولة، تشكل خطراً أكبر من أفغانستان([18])، وهذه التهديدات تعود بجزء مهم منها إلى التغيير الذي شهدته الحركة الجهادية في منطقة الشرق الأوسط، وانفصالها عن القاعدة، واكتسابها شرعية ضمن حواضنها رغم هذا الانفصال، وتبني داعش لأفكار متطرفة أكثر من القاعدة، وتمتعها بلامركزية مبنية على كمية المنضمين لها لا نوعيتهم، كما أن تنظيم الدولة تمكن من إحداث تغيير فيما يتعلق بانضمام العوائل والنساء من حول العالم لأرض الخلافة، على خلاف تنظيم القاعدة الذي كان ينحصر بشكلٍ كبير في “المجاهدين” من الذكور الذين يتم تزكيتهم من قبل أشخاص معروفين في الوسط الجهادي.
يذكر أبو محمد المقدسي “من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية” في وصف حالة الزرقاوي قائلاً: “على أن عدم التقيد بضوابط الجهاد كما تقرره المرجعية سيؤدي إلى بروز قوم سيَثبون إلى القتال دون ضوابط، وسيخرجون على الأمة لا يميزون بين برِّها وفاجرها ولا يوازنون بين مصالحها ومفاسدها”. في حين أن أبو قتادة الفلسطيني “منظر آخر للجهادية، يرى في حالة البغدادي أن “الدولة” ضربت “المشروع الجهادي في نقطتين: الأولى: أنها قسمت المشروع [الجهادي]، والثانية: أنها وجهت الصراع نحو الداخل؛ لدرجة أن خصومتها مع النُّصرة انتقلت خلال ستة شهور من خصومة على الإمارة إلى صراع عقدي” حين جعلت من نفسها “خلافة” على معنى “جماعة المسلمين” لا جماعة من المسلمين ([19]).
في هذا المنوال يمكن فتح نافذة لنقاش خطورة داعش بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ومنظومة الدولة الوطنية في العالم، لما مثلته من “عودة لحكم الخلافة الإسلامية” (بغض النظر عن التقييم الفعلي لمدى تمثيلها لخلافة إسلامية مذهباً وتطبيقاً)، وفي هذا الإطار فإن أصحاب الفكر المتطرف استطاعوا تحقيق “حلمٍ” بعودة الخلافة الإسلامية، لأول مرة منذ قرابة قرن كامل، وهذه النقطة يستغلها اليوم تنظيم “داعش” ضمن حواضنه ليصور لهم وجود “خلافة إسلامية محتلة”، وهذه العبارة ظهرت خلال العديد من المقابلات مع نساء التنظيم داخل مخيم الهول في محافظة الحسكة بسوريا.
يأتي تصريح الرئيس الأمريكي بايدن حول “مستويات أعلى للخطورة التي تشكلها سوريا والعراق” على الأمن والمصالح الأمريكية مما تمثله أفغانستان أيضاً في إطار ما للشرق الأوسط ودوله المحورية من تأثير على المصالح الأمريكية، فمهما حاولت الولايات المتحدة تقليل انخراطها العسكري المباشر أو لعب دور شرطي المنطقة، إلا أن علاقات أمريكا مع دول المنطقة تمتد لعقود من الزمن، اعتمد فيه معظم حلفاء واشنطن في المنطقة عليها في مواضيع الأمن والحفاظ على منظومات الحكم، وسيشكل أي انسحاب أمريكي متزايد تأثيراً في زيادة منافسي واشنطن، التي ترغب الأخيرة بمواجهتهم في عمقهم الاستراتيجي وبالأخص جمهورية الصين، وهي التي تحاول الدخول للمنطقة عبر باب صفقات أسلحة أو قروض ضخمة تكون بوابتها للسيطرة على الدول التي يتم إرهاقها بدفعات مالية صعبة التلبية. من جهة أخرى سيكون لسيطرة طالبان المركزية وضعفها في الأطراف مصلحة أمريكية فيما يخص عودة بعض التنظيمات المتطرفة الطاجكية وغيرها لتنشط ضد دول المنطقة التي تشكل حزاماً أمنياً لروسيا والصين.
([1]). بيان بشارة انضواء جماعة التوحيد والجهاد تحت لواء القاعدة “بيعة الأمير أبي مصعبٍ الزرقاوي لشيخ المجاهدين أسامةَ بن لادن”، المصدر: شبكة فلسطين للحوار، التاريخ: 17/10/2004، الرابط: https://bit.ly/3MFLMRY
([2]). سيف العدل (المسؤول الأمني في جيش قاعدة السلم العالمي) يؤرخ سيرة أبو مصعب الزرقاوي، المصدر: مكتبة CIA، الرابط: https://bit.ly/3aW4shP
([3]). شقيق “المقدسي” يدعو المقاتلين الإسلاميين إلى ترك “القاعدة” والانضمام للدولة الإسلامية، المصدر: الإسلاميون، تاريخ النشر: 26/04/2014، الرابط: https://bit.ly/3B3InIH
([4]). تنظيم الدولة الإسلامية يشق القاعدة، المصدر: بي بي سي، تاريخ النشر: 20/08/2014، الرابط: https://bbc.in/3znQy1m
([5]). “سيرة ذاتية” تكشف عراب تنظيم الدولة الإسلامية، المصدر: الجزيرة نت، التاريخ: 3/12/2018، الرابط: https://bit.ly/3D5SihF
([6]). مرجع سابق: سيف العدل (المسؤول الأمني في جيش قاعدة السلم العالمي) يؤرخ سيرة أبو مصعب الزرقاوي.
([7]). معادن “مهدرة” بـ3 تريليونات دولار في أفغانستان.. لماذا لم تستغل؟، المصدر: العين الإخبارية، التاريخ: 18/08/2021، الرابط: https://bit.ly/3SlrP4c
([8]). “الحزام والطريق”. كيف وضعت أميركا مصير أهم مشروع صيني بيد طالبان؟، المصدر: الجزيرة نت، تاريخ النشر: 17/08/2021، الرابط: https://bit.ly/3cw3edI
([9]). طالبان تتعهد بتبديد “كل مخاوف” الصين، المصدر: فرانس 24، تاريخ النشر: 24/03/2022 الرابط: https://bit.ly/3OiJkju
([10]). سقوط قندوز بيد طالبان: ضرب للنفوذ الصيني بالشمال الأفغاني؟، المصدر: العربي الجديد، تاريخ النشر: 30/09/2015، الرابط: https://bit.ly/3RTnt5h
([11]). 3 أهداف وراء دعم الصين حركة طالبان في أفغانستان، المصدر: سكاي نيوز، تاريخ النشر: 19/09/2021، الرابط: https://bit.ly/3Bcq9VL
([12]). إيران تدعم طالبان وبن لادن حي، المصدر: الجزيرة نت، التاريخ: 28/7/2010، الرابط: https://bit.ly/3VAQ3Kq
([13]). عدم التعرض للشيعة الأفغان مقابل استمرار الدعم الإيراني.. الكشف عن تفاصيل اتفاق بين طهران وطالبان، المصدر: عربي بوست، التاريخ: 26/08/2021، الرابط: https://bit.ly/3CQW6SK
([14]). قاآني يخشى «اجتياحاً جديداً لداعش» إذا تفكك البيت الشيعي العراقي، المصدر: الشرق الأوسط: تاريخ النشر: 10/02/2022، الرابط: https://bit.ly/3B845vb
([15]). ایران؛ بزرگترین مانع برقراری ثبات واستقرار در عراق، المصدر: وكالة الأناضول، تاريخ النشر: 21/03/2021، الرابط: https://bit.ly/3omTV28
([16]). التحالف الخبيث.. جرد حساب للتعاون بين الأسد وداعش، الكاتب: علي حسين باكير، المصدر: الجزيرة نت، تاريخ النشر: 9/5/2016، الرابط: https://bit.ly/3vth1IH
([17]). وللمزيد يمكن العودة أيضاً للمادة على موقع مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والمعنونة: الصفقات مع داعش نهج إيراني بامتياز، الكاتب: عمر الرداد، التاريخ: 20/12/2017، الرابط: https://bit.ly/3yZP1NG، ولمادة لموقع القبس ذًكر فيها: الوفد طلب من قادة «طالبان» أن يوافقوا على استلام «لواء فاطميون» ملف حماية المساجد الشيعية، مؤكداً أن طهران تتبنى تمويل وتسليح اللواء، تحت إشراف «طالبان»، مقابل تسهيل حركة المرور الاقتصادية والتجارية بين البلدين. تاريخ النشر: 21/10/2021، الرابط: https://bit.ly/3B3QIMv، ولمادة موقع سكاي نيوز: 4 سيناريوهات.. داعش يفتح الباب أمام إيران إلى أفغانستان، الرابط: https://bit.ly/3Q23mQH
([18]). الاستخبارات الأمريكية تعتبر 4 دول عربية أخطر من أفغانستان، المصدر: عربي21، التاريخ: 15/09/2021، الرابط: https://bit.ly/3PsaUfo
([19]). “تنظيم الدولة الإسلامية”: البنية الفكرية وتعقيدات الواقع، المصدر: الجزيرة نت، تاريخ النشر: 23/11/2014، الرابط: https://bit.ly/3RQaeC6